“اصل النور من بني مرة في لبنان و العالم "

  من هم النور (بني مرّة)؟


يُقال – والعهدة على الرواة – إنّ النور في لبنان وسائر بلاد الشام ليسوا كما يُشاع عنهم غرباء عن الأرض أو عابرين في الزمان، بل هم أبناء قبيلة عريقة تُدعى “بني مرّة”، قبيلة تضرب جذورها في عمق الصحراء، وتحمل في دمائها صفات العرب الأولى: الكرم، والنجدة، والغيرة، والفروسية.



حرفتهم وسمعتهم عبر الزمن


اشتهروا في المدن والقرى بالحِرَف اليدوية وصناعة النحاس والسيوف.

لم يكونوا يومًا خارج التاريخ، بل كانوا صنّاعه في الخفاء.

يُقال إنهم أول من حمّس القهوة على نارٍ من جمر، وأول من قدّمها بفخر في دلال منقوشة بيدٍ ماهرة.

تربّى بينهم الخيل العربي، وعُرفت عنهم فراسة لا تخيب.

كانوا يعرفون أسرار المعادن، ويضبطون ألحان الحياة بين السيف والدلّة، بين الكلمة الطيبة والعزوة المنيعة.



فخرهم بأصلهم


وإذا نادى المنادي، لبّوا بلا تردّد،

وإن سُئلوا عن أصلهم، أجابوا دون مواربة:

“نحن من بني مرّة، نحن من أهل النخوة والعزّ.”



شعرهم ومآثرهم


يُروى أنّ أحد فرسانهم – ويُقال إنّه جساس – قال في غضبة:


إذا شِبنا على الضيم ما نرْضى الهوانْ

وإن صكتْ الدنيا، لنا بالخيل شانْ


وكانوا إذا أنشدوا، لانت الحجارة من نغماتهم، وتمايلت الصحراء طربًا لأهازيجهم:


يا لابتي لا تنثنون المراهيفْ

وإن متنا، ما مات طيب المعاني



توزعهم في العالم


ينتشر من بني مرّة اليوم أكثر من 80 عشيرة في العالم،

أما في لبنان، فهناك 35 عشيرة معروفة منهم، إلى جانب عشيرة “بيت راشد” الكبرى.



ثباتهم على الأصل


وما يُميّز هؤلاء القوم عن غيرهم،

أنهم الوحيدون من بني مرّة الذين لم يغيّروا أصلهم، ولم يتنكّروا لدمهم، ولم يُبدّلوا اسمهم،

بل ظلّوا أمناء للقبيلة، حافظين لها، رافعين لواءها.

لم تلن عزيمتهم، ولم تنطفئ نارهم، ولم تبهت لهجتهم.



منازلهم اليوم وحياتهم


بل على العكس، ازدادوا عزًا على عز، وسمت منازلهم كما سمت سيرتهم،

فهم اليوم يسكنون الفلل والقصور،

فيهم أهل الجاه، وأهل العلم، وأهل المال، دون أن يتخلّوا عن طيبتهم أو ينكروا أصلهم.

تقدّموا في الحياة، لكن لم يذوبوا فيها، وظلّت عروبتهم حاضرة في لهجتهم، وأخلاقهم، وولائهم لعشيرتهم.



الكرم في دمهم


وما زال الكرم يسري في دمائهم كما يسري الدم في العروق،

فهم من أكرم الناس على وجه الأرض.

لا يُذكر الضيف في مجالسهم إلا وذُكر معه القِرى،

ولا تُطلب نجدتهم إلا وكانوا أوّل من لبّى.



صوتهم وفنهم… نغمة من قلب الصحراء


لا تُذكر الفراسة ولا الكرم ولا الفروسية عند بني مرّة،

إلا ويُذكر معها الصوت الشجيّ والفن الأصيل.

فأبناء هذه القبيلة العريقة يتميّزون بأصوات من أجمل ما أنجبت العرب،

فيهم من غنّى، ومن أنشد، ومن لامس قلوب الناس دون آلات… بل بالصوت وحده.


الغناء البدوي، والحداء، والشيلات، والأهازيج…

كلها تسكن حناجرهم، وتخرج منهم كما يخرج العطر من الطيب.

إذا غنّى أحدهم، سكنت الخيول، واهتزّت المجالس، وأصغت الصحراء.

هم أصحاب ذوقٍ رفيع في الفن، وروح موسيقية فطرية، وصوتٌ يأسر القلوب.



رموز فنية وإبداع لا يُضاهى


وليس الصوت وحده ما يميّزهم،

بل برز من أبناء بني مرّة أعلام كبار في الغناء والتمثيل والفن العربي،

منهم من وقف على أهم المسارح، ومنهم من ظهر على الشاشات وتألّق في التمثيل والدراما.

هم جزء من نبض الفن العربي، وروح الإبداع الشعبي.

ما زال صداهم يتردّد في الأغاني،

وأسماؤهم تُذكر بين كبار الفنانين والمطربين والممثلين،

يحملون هوية القبيلة في أعمالهم، ويزيّنونها بحضورهم.



قوتهم ومكانتهم بين العرب


هم اليوم – بحق – أقوى وأكبر قبائل بني مرّة في العالم كله،

وعددهم كثيرٌ كثير، حتى لا يُعدّ ولا يُحصى.

فيهم السادة، وفيهم الفرسان، وفيهم من إن سارَ، تبِعته الأرض طائعة،

ومن إن قال، سكت الجمع احترامًا.



ليسوا غجرًا، بل عربٌ أقحاح


هؤلاء ليسوا “غجرًا”، بل عربٌ من صلب الصحراء.

صُنّاع فن، ورفاق خيل، ووجهاء في بيوت لم تنطفئ نارها بعد.

فيهم العزّ القديم، والحكمة المتوارثة، وفيهم صدى الأيام الأولى من مجد العرب.



خاتمة وفخر


فطوبى لمن حمل هذا الاسم، وطوبى لمن بقي على العهد.

تعليقات

إرسال تعليق